الخميس، 27 أكتوبر 2011

تخطيط وتنسيق الحدائق الفارسية


                                       
                                       تاريخ الحدائق
لقد تطور فن تصميم و تنسيق الحدائق عبر العصور التاريخية المختلفة تبعا لتأثير التغير الثقافى للشعوب والظروف البيئية و السياسية والدينية المختلفة من عصر لأخر إلى أن وصلنا للتصميم الحديث للحدائق فى عصرنا الحالي,كما أدى الاتصال الثقافى بين الشعوب إلى انتقال طرز التصميم من شعب لأخر يعتبر فن تنسيق وتصمييم الحدائق من اهم الفنون التى تطورت عبر التاريخ

نشأة الحدائق الفارسية

     يرجع تاريخ الحدائق الفارسية للقرن الخامس قبل الميلاد
    تأثر الفرس فى فن تصميم وتخطيط الحدائق بالآشوريين الذين نقلوه أصلا عن الفراعنة
    كانت التصميمات الفارسية كلها تصميمات هندسية الطراز متمثلة فى حدائق مربعة أو مستطيلة الشكل ذات أرض مستوية ومنتظمة بها خطوط مستقيمة تتصل ببعضها فى الغالب بزوايا قائمة
  في عهد Sassanids - من القرن الثالث إلى السابع قبل الميلاد، وتحت تأثير الديانة الزرادشتية ، فإن وجود المياه في الفن نما بشكل متزايد الأهمية
- يتجلى هذا الاتجاه في تصميم الحديقة مع زيادة التركيز على الينابيع والبرك في الحدائق
- خلال إحتلال الفرس للعرب ذاد الاهتمام بالجانب الجمالى فى الحديقة ونمت القواعد الجمالية فى الحديقة, ومثال لذلك جهارباغ وهو شكل من أشكال المحاولات لمحاكاة حدائق عدن
- الحديقة بها أربع أنهار تقسمها لأربع أرباع تماثيل
وقد جمع الفرس ما بين حب الحدائق وحب الصيد الذين عرفوه عن الآشوريين حيث كانوا يصممون بجلود الحيوانات الحدائق ويعلقونها على جدران المنازل وخاصة في فصل الشتاء حيث برودة الجو القارسة والتي لا يستطيعون معها الخروج للتمتع بجمال الحدائق واصطياد الحيوانات، ومن هنا برزت صناعة السجاد الفارسي العجمي  ومن الأمثلة المشهورة على ذلك السجاد الذي يظهر منظر حديقة الملك كسرى في فصل الربيع
ومن ولع الفرس بفن الحدائق، قاموا بزراعة الجبال بطرق لا تنهار مع سقوط مياه الأمطار واشتهرت مدينتي بابل وأصفهان بهذا النوع الذي أُطلق عليه «حدائق بابل المعلقة
ومن أقوى المدن الفارسية في إنشاء الحدائق هي مدينة «شيراز» التي تعتبر مدرسة لتخريج البستاني الماهر حتى وقتنا الحالي، حيث كانت مهمة البستاني في تلك البلاد من أشرف المهن ويلبسون زياً خاصاً يميزهم عن باقي أصحاب المهن الأخرى

أخذت بوادر النهضة الحدائقية ترسي قواعدها في بلاد فارس بدءً من العام 539 ق.م وذلك عندما استطاع الملك الفارسي كيروس الثاني من إخضاع الإمبراطورية البابلية بشكل كامل للإمبراطورية الفارسية عند موقعة Opis ، حيث ازدهر فن الحدائق تبعاً لازدهار الحضارة الفارسية
السمات المميزة  للحديقة الفارسية :
نقلوا فن تصميم الحدائق عن الأشوريين والمصريين-1
ذات طراز هندسى متماثل-2
إعتمد تصميمهم على المركزية بوجود برجوله فى الوسط تمثل صاحب السلطة-3
أول من إبتكروا الحدائق المائية -4
5-أشعة الشمس وآثارها كانت عاملا هاما من العوامل الهيكلية في تصميم الحديقة , اختار المعماريون القوام والأشكال لتسخير الضوء
الأشجار عنصرا أساسيا فى الحديقة لتقديسهم لها كما إستخدمت فى توفير الظل-6
قسموا الحدائق لحدائق قصر وحدائق ضريح وحدائق متعة-7
الحديقة بها أربع أنهار تقسمها لأربع أرباع تمثل العالم وتلتقى معا فى مركز الحديقة بشكل بركة-8

 خصائص الحدائق الفارسية:
أ – كانت الحديقة الفارسية هندسية الطراز وأخذت الشكل المربع وحملت طابع تقديس الآلهة من حيث فكرة التصميم

ب – لم يعد البناء ( القصر – المعبد ) هو العنصر السائد على الحديقة ولم تعد عظمة المالك أو الملك تقاس بفخامة البناء بل بجمال الحديقة واتساعها

ج – قسمت الحديقة غالباً إلى أربعة أقسام متساوية ومتناظرة تناظراً تاماً بواسطة طريقين متعامدين يتقاطعان في وسط الحديقة
د – استخدمت التماثيل التي وضعت في مكانها المناسب بشكل متناظر
هـ – استخدم الماء كعنصر تنسيق أساسي على شكل أحواض تتوسط الحديقة وتخرج عنها أقنية مائية بجانب الطرقات لتكرس تقسيم الحديقة إلى أربعة أقسام متساوية ومتناظرة
و - وزعت الأحواض الزهرية في الحديقة بشكل متناظر وروعي اختيار النباتات الزهرية بشكل تؤمن الإزهار الدوري المتتالي على مدار السنة ، حيث كان للأزهار بألوانها الزاهية وروائحها العطرية أهمية كبيرة في تنسيق الحديقة الفارسية ، خاصة زهرة الورد التي كانت تعتبر ملكة الأزهار
ز – استخدمت الأشجار المثمرة في التنسيق مثل اللوز والكرز والمشمش والدراق والتين والبرتقال والليمون والسفرجل والرمان والفستق
     
                 
ط – أخذت حدائق المقابر أهمية كبيرة عند الفرس وكانت تحاط بالأشجار التزيينية المختلفة
العناصر المميزة للحدائق الفارسية:
الهندسية
      ذات طراز هندسى ذو التماثل الثنائى يقسم الموقع إلى قسمين بمحور طولي وينسق كل منهما مماثلا للآخر  أو التماثل الرباعى (يقسم الموقع إلى أربعة أقسام بمحورين متعامدين )
المركزية
    اعتمد تصميمهم على المركزية بوجود برجولة فى الوسط تمثل صاحب السلطة تتسلق عليها النباتات كالعنب والورد وتمر المياه من أسفلها.
عنصر المياه:
     كانت المياه عنصرا أساسيا فى الحدائق الفارسية ويعتبر الفرس هم أول من ابتكر ما يعرف بالحدائق المائية, قاموا بحفر قنوات تحت منسوب المياه الجوفية واستخدموها لرى الحديقة وضواحيها وربط القنوات معا بما سمى رسم المياه.
     كبديل لذلك استخدم الحيوان لسحب المياه للسطح كما فى اسلوب باغ وكانت تزرع الأشجار فى خندق لمنع تبخر المياه وسهولة وصولها لجذور الأشجار بسرعة
ضوء الشمس:
أشعة الشمس وآثارها كانت عاملا هاما من العوامل الهيكلية في تصميم الحدائق الفارسية , اختار المعماريون القوام والأشكال لتسخير الضوء.
 الظل:
نظرا للحرارة الجافة بإيران فإن الظل يعتبر عنصرا أساسيا بالحديقة وبدونه لا تكون صالحة للاستخدام,والأشجار عنصرا أساسيا فى الحديقة حيث أنهم كانوا يقدسون الأشجار وأيضا استخدمت لتوفير الظل و كما تعمل الجدران والأجنحة على عرقلة أشعة الشمس


 أقسام الحدائق الفارسية:  

      حدائق قصر
      حدائق ضريح
حدائق متعه منزلية

    
النباتات التى ميزت العصر الفارسى:
   الفاكهة
       النخيل والتين والعنب والرمان
     أشجار الزينة
      الاتل -السرو- الصنوبر
    عشبيات مزهرة
  شقائق النعمان – الورد – السوسن – القرنفل -   الأقحوان – البنفسج









المراجع :
1-    Assistant Professor. Faculty of Environment, University of Tehran
** Senior expert. Faculty of Environment, University of Tehran
2-    الدكتور غسان شورى - محاضرات في تنسيق الحدائق
      3- مقالة للمؤلّف أمنية بلبع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق